الموت شئ بشع ..مرعب ..مؤلم حقيقة قاسية تخبرنا ..كم هي الحياة حقيرة وتافهة ولاشئ..!! من منا لم يمت له قريب او صديق مابين مساء يوم وصباح اليوم الذي يليه أصبحوا ذكرى وكأنهم لم يعيشوا بيننا عمرا صرنا نتكلم عنهم بصيغة الماضي وكأنهم غادرونا منذ دهر !!
الموت حق ..
ولكن... كيف سنستقبل آخرتنا ؟ماذا جهزنا لها في حقيبة (وتزودوا)التي سنأخذها معنا في سفرنا؟؟؟؟؟!!!!
أنا !!!!!
ماذا قدمت لقبري الذي ينتظرني ليضمني حتى تختلف اضلاعي ؟ لو كنت الآن ميت وفي لحدي لم آخذ من حطام الدنيا غير كفني ؟ كيف سيكون لقائي بالملكين منكر ونكير ؟ كيف ستكون إجابتي على أسئلتهم ؟ هل سأرد بثقة وهدوء أم سأتلعثم وأتردد؟ هل سأكون ثابت الجنان أم شارد الذهن؟ ما أكثر الأسئلة التي تراودني عن نفسها لتنزع عني رداء غفلتي وتعريني أمام نفسي! ماعدت أريد هذه الحياة القبيحة ذات الوجه الملطخ بالاصباغ !! اريد أن أمضي نحو محطتي الاخيرة نظيف من أقذارك ايتها الدنيا !
ايها الموت.....!!!
امنحني فرصة لأطهر قلبي وأغتسل من ذنوبي لا تقتحم علي عنفوان لهوي وعبثي دعني أسمع وقع خطواتك فأكسر كأس لذتي ومتعتي اطرق الباب طرقا خفيفا لالبس لك ثيابا تليق بمقدمك .
أيها الموت..!!
أعرف أن رسالتي لن تصلك !! وإن وصلتك لن تفتحها !! وإن فتحتها لن تقرأها !! وإن قرأتها لن تعبأ بها !! لأني أعرفك كما يعرفك غيري ...لاتاتي الا في موعدك موعدك الذي أجهله وسأظل أجهله مهما كتبت لك من رسائل فانت لن تخبرني لكنك ستأتي حتماً .يوماً ما ..ربما بعيد وربما قريب بل ربما أقرب مما أتصور أيها الموت .