مبارك يريدها : خلطبيطة بالصلصة

سقطت حكومة شفيق لتكون اخر حصن لبقايا النظام وجهازه المرعب امن الدولة وهو ما كشف عورات هذه الحكومة اذ بعد 48 ساعة فقط تم القضاء على جهاز امن الدولة وثائقيا فقط وهو ما يقدح فى الدعاوى التى لجأت لها فلول الحزب الوطنى الخاصة بترشيح شفيق للرئاسة
صحيح ان جزءا كبيرا من مؤيديه خدعهم مظهر الرجل الذى بدا مغلوبا على امره ومظلوما خاصة بعد تلك الحلقة التى اذاعتها قناة اون تى فى وتم فيها مواجهة شفيق باشرس المعارضين له الدكتور علاء الاسوانى الذى ربما اطلق عليه رصاصة الرحمة لكن نسبة غير قليلة من المشاهدين كعادة شعب مصر تحرك فيها الجانب العاطفى لتنحاز ولو قليلا للطرف الخاسر من المواجهة
ولكن الذى حدث بانتهاء وثائق امن الدولة لا يمكننا من القول بان بقايا النظام قد ولت مدبرة لا رجعة لها
والمتابع لمراحل الثورة منذ بدايتها تتكشف له استراتيجية النظام فى اجهاض هذة الثورة ابتداءا من تشوية الصورة فى وسائل الاعلام الحكومية منها وايضا لا يفوتنا فى هذا الصدد بعض وسائل الاعلام المملوكة لرجال اعمال كقناة المحور وقنوات مودرن وبالطبع قناة الفراعين
فى هذه الحملة الاعلانية الشرسة سخر فيها النظام كل ما يملكه من وسائل كان ابرزها استخدامه لبعض الشخصيات العامة فى كل المجالات الفنيه منها والرياضية والسياسية وحتى الدينية ولا يخفى عنا جميعا القائمة السوداء التى تجمعهم
وجاءت عمليات النهب والسلب المنظمة لتجبر الناس الاختيار بين الثورة والفوضى متلازمتين وما بين النظام الحالى وهو ماذكره الرئيس السابق فى اول خطاب له بعد جمعه الغضب عندما خير الناس بين الفوضى والاستقرار
استمرت الفوضى المقصودة لاجبار الثوار على الاكتفاء بما حققوه من تنحى الرئيس والابقاء على حكومة شفيق لتكون الملاذ الاخير لهم لكن صلابة موقف الثوار ووعيهم كان اقوى من شرور افعال هؤلاء
فى مقاله الثلاثاء الماضى فى جريدة الشروق يسلط الكاتب الكبير فهمى هويدى الضوء على بعض الوثائق التى ربما تحدد ملامح ما يمكن ان يفعله هؤلاء فى المستقبل حي
منها وثيقتين

الأولى موجهة إلى مفتشى المباحث فى جميع المحافظات، وموقعة باسم اللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز أمن الدولة ومساعد أول وزير الداخلية نصها كما يلى: نظرا لما تشهده البلاد فى الوقت الراهن من حراك سياسى وتصاعد الوقفات الاحتجاجية واستغلال بعض العناصر المناهضة لتلك الوقفات، واحتمال مهاجمة بعض المقرات الشرطية، ومنها بعض الفروع والمكاتب فقد ووفق على ما يلى:

ــ إلغاء جميع أرشيفات المكاتب الفرعية التابعة للإدارات والفروع الجغرافية والتخلص من محتوياتها عن طريق الفرم وليس الحرق.. مع نقل المعلومات غير المتوافرة بالإدارة أو الفرع إلى أرشيف الإدارة أو الفرع.

ــ تسيير أمور العمل بالمكاتب فى حالة طلب الكشف عن أسماء من خلال الاتصال بالإدارة أو الفرع بمعرفة أحد السادة الضباط لتحقيق المطلوب.

ــ إلغاء أرشيف «سرى للغاية» بأرشيف الإدارات والفروع الجغرافية أو إعدام محتوياته عن طريق الفرم.. والتنسيق مع أرشيف سرى للغاية بالجهاز فى حالة طلب معلومات.

ــ قصر تحرير مكاتبات «سرى للغاية» مستقبلا على الأصل فقط دون الاحتفاظ بصور.

برجاء تنفيذ ذلك تحت إشراف سيادتكم.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام. «التاريخ فى شهر فبراير الماضى ولكن اليوم ليس واضحا فى الصورة المستنسخة».




الوثيقة الثانية تتضمن مذكرة قدمت إلى رئيس أمن الدولة خلال شهر فبراير أيضا (اليوم ليس واضحا)، تعلقت بالتعامل مع الدعوات التى أطلقت لحل الجهاز بعدما ساءت سمعته، وأشارت إلى أن أصواتا لها توجهاتها الخاصة سعت إلى النيل من الجهاز «دون اعتبار لمقتضيات المصلحة القومية العليا والأمن القومى المصرى».

أضافت المذكرة أن هناك رؤية يمكن طرحها فى إطار السعى من جانب الدولة لاستيعاب المطالب «الإثارية» المطروحة عبر أبواق الدعاية الإعلامية، سواء المناهضة أو ذات الأغراض، التى توظف معالجاتها لطرح مطالب المتظاهرين، وتتبلور هذه الرؤية فيما يلى:

ــ الإعلان عن حل مباحث مباحث أمن الدولة بشكل صورى وإعلامى، والإعلان عن أن ذلك يتم فى إطار تغييره. وكذلك السعى إلى امتصاص الدعاوى الإثارية والمناهضة فى هذا الشأن.

ــ تغيير مسمى الجهاز إلى جهاز الأمن الداخلى ــ جهاز المعلومات الأمنية ــ جهاز الأمن الوطنى..

وهو مايبدو انه كان مخططا جاهزا فى حالة استمرار حكومة شفيق فلما سقطت الحكومة كان اللجوء الى الى فتح ابواب مقرات امن الدولة المختلفة امام الناس بشكل متعمد وذلك لان اغلب الوثائق الباقية يمكن وصفها بوثائق النميمة والتى كان يراد بها ان تكون سببا فى الهاء الناس عن تحقيق مطالب الثورة والاهتمام بما ينشرعن فلان هذا او ذاك وعلاقته الجنسية وفضائحه وهو ما كان يهدد المجتمع وامنه الخاص بحرمة الحياة الشخصية

وفى هذه الاثناء تداول نشطاء الانترنت تحذيرات من ما وصفوه مخطط جديد لإجهاض الثورة نقلوه عن العقيد عمر عفيفي ضابط شرطة سابق يقيم خارج مصر ، المخطط الذي لم يوضح عفيفي مصدره يحذر من قيام 42 ضابطاً بجهاز أمن الدولة بعقد اجتماع سرى بإحدى ضواحي القاهرة، خططوا خلاله لما قال أنه مخطط إجرامي جديد يعتزمون القيام به خلال الأيام القليلة المقبلة، تضمنت خطوطه الرئيسية تنفيذ مجموعة من الاغتيالات لشخصيات عامة والتخلص من اللواء حسن عبد الرحمن الرئيس السابق للجهاز ورئيسه الحالي اللواء هشام أبو غيده ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي ـ المسجون في سجن مزرعة طره ـ عبر عملاء مدنيين داخل السجون .. إلى جانب السعي إلى إسقاط حكومة الدكتور عصام شرف، وإثارة البلبلة والفتنة الطائفية واغتيال رموز من التيارات الإسلامية في مصر.



وواصل عفيفي ” إن من سينفذون المخطط سيعملون على “إعدام الأدلة ” على كل ما يدين ضباط أمن الدولة واغتيال من لديهم معلومات أو نفذوا عمليات معهم”، مشيراً إلى حرص هؤلاء الضباط على عدم تواجد ضباط أمن الدولة في منازلهم قدر المستطاع وعدم التردد على الأماكن المعتاد ترددهم عليها مع إرسال أسرهم بعيداً عن محل إقامتهم المعتادة .. وتدبير خروج بعض ضباط الجهاز من الحدود الغربية والجنوبية وميناء السويس وسفاجا ومعبر رفح بشكل منفرد عبر جوازات سفر مزورة سيتم تجهيزها بمصلحة الجوازات على أن تلحق بهم أسرهم بعد نجاح عملية الخروج لهم. ويتضمن المخطط ـ نقل عملات مصرية للخارج من فئة 100و200و 50 جنيها في “كونترات” لتدبير معيشتهم بالخارج

ويمكنك ان تستنكر ما قاله سيادة اللواء او حتى تستبعد حدوثه لكن ما كشفه موقع الجريدة من وثيقة هامه متعلقة بتفجيرات 2005 يجعل يقينك بكلام اللواء فى ازدياد


((أمر مبارك الابن ووزير الداخلية السابق (المسجون حالياً) اللواء حبيب العادلي التنظيم 'السياسي السري' في الداخلية بتدبير تفجيرات شرم الشيخ في 23 يوليو 2005 (عيد ثورة يوليو)، إذ وجَّه التنظيم مجموعة إسلامية مسلحة إلى تفجير 3 منشآت سياحية عائدة لرجل الأعمال حسين سالم المقرب من حسني مبارك، وذلك انتقاماً منه لمحاصصة جمال الابن في عمولة صفقة تصدير الغاز، ولدوره المخادع في خفضها من 10 إلى 5 في المئة.

وقامت الجماعة المسلحة، بالتنسيق الكامل مع التنظيم السري في الوزارة، بإعداد المتفجرات والعربات المفخخة وتمريرها إلى شرم الشيخ والاتفاق على ساعة الصفر، وهي منتصف ليل 23 يوليو. وكانت المفاجأة الكبرى أن المجموعة المسلحة خدعت التنظيم ونفذت التفجيرات في أماكن أخرى غير المتفق عليها وبأسلوب التفجير عن بُعد، رغم أن الاتفاق كان على تفجيرات انتحارية لطمس معالم الجريمة.

وقد أدت التفجيرات وقتئذ إلى إصابة المئات ومقتل 88 مصرياً وأجنبياً، وجرى اتهام بدو وفلسطينيين بارتكاب الجريمة. كما أدى خداع المجموعة المسلحة للتنظيم السري إلى تغيير ضابط الشرطة المسؤول عنه. )) ............نقلا عن موقع الجريدة


ويبدو ان اثارة الفتنة الطائفية فى هذا التوقيت كان مقصودا وتحول مشكلة بين اسرتين الى قضية كبرى يجرى تداولها فى جميع وسائل الاعلام
حيث كشف موقع أقباط متحدون عن أسماء مجموعة من المواطنين اتهمهم بالتورط في أحداث هدم وإحراق كنيسة الشهيدين “مار جرجس ومار مينا” بـ”أطفيح”, وقال الموقع إن بين المتورطين مخبر بأمن الدولة يدعى فتحي أبو خطاب وهو من قام بتحريض باقي المتهمين على مهاجمة الكنيسة .
وأوضح الموقع أن أهالي المنطقة كشفوا له أسماء المتورطين في الأحداث و الذين ظهروا في الفيديو الذي يوثق للأحداث, وهم 19 متهماً, على رأسهم مخبر أمن الدولة المتهم بالتحريض.

وبالتالى انتقل نشاط امن الدولة الى مرحلة خطيرة تعرض البلاد للانهيار غير مبالين بما يصنعون وكل هذا يراد به دفع الناس الى الترحم على ايام النظام السابق وذكر خيراته والتضحيه ببعض مساوئة فى مقابل الامن
ولا تقتصر جهود اذيال النظام السابق على ماسبق لكن هناك دور خطير سيمارسه اعضاء المجالس المحليه فى المرحلة القادمة والمعروف ان هناك اكثر من 50 الف عضو مجلس محلى سيدافعون بشراسه عن وجودهم وكل منهم حسب دوره وسطوته

وخطورة الوضع الحساس الذى نمر به الان ان هذه العناصر المخربة لا تدافع عن النظام السابق بقدر ماهى تحاول النجاه بنفسها من كشف الحساب الذى سيتم لها فى حاله استقرار الوضع وممارسه الاجهزة النيابية والرقابية دورها بدون سلطان عليها من الفاسدين يحدد لها شخصيات بعينها تتم مساءلتها وتتغاضى عن الباقين
حيث تضع تلك الاجهزة رقاب اولئك تحت طائلة القانون بدون استثناء وبغير تفرقه

نحن الان فى مرحلة مخاض يصعب التكهن بالامها وبنتائجها حيث يضاف للذى سبق ذكره هذه الاعتصامات الفئوية الناجمة عن نقص فى الثقة التى اسس كيانها النظام السابق اضافة الى ذلك هذا الجدل السياسى الذى يدور الان حول التعديلات الدستورية ومدى جدواها فى ظل دستور سقط بفتوى الشارع وثورته وايضا ايهما يجرى قبل الاخر الانتخابات البرلمانية ام الرئاسية
المحزن فى الامر هو غياب وجود الشارع ورأيه عن هذا الجدل السياسى وانكفائه على متابعة مايجرى على طريقة اخبار الحوادث
الوضع الان يمكننا توصيفة بــ ...خلطبيطة بالصلصة