انتهى الصراع على مقعدى طما فى مجلس الشعب وربح من ربح وخسر من خسر انصار هنا وهناك وتعصب لمرشح معين او اخر واعلانات ودعايات وشائعات ومجاملات وجاء اعلان النتيجة ليضع الفصل الاخير من هذا المسلسل
وحتى لا تتهمنى بعدم الدقة فيما يخص كلمة ( مقعدى ) فذاك مقصود به انحسار الصراع على مقعدى الفئات والعمال وليس اغفالا لمقعدى المرأة المخصص لدائرة شمال سوهاج
لكن هذا الجزء من المسلسل حوى بعضا من الملامح والتداعيات الجديدة التى تضاف الى المشهد السياسى العام فى طما
اولى ملامح هذا الصراع اتسامه بغياب السياسة فى كافة مراحله اى انه توجد انتخابات ولا توجد سياسات بمعنى اختفاء الاهداف والاقكار السياسية من برامج المرشحين واقتصارها على تنفيذ الخدمات فقط
هذا الغياب يمكن فهمه فى ضوء انحسار المنافسه بين الحزب الوطنى ونفسه بعد اختيار الحزب الناصرى وحزب الوفد لمرشحيهم على سبيل اثبات الوجود فجائت اختياراتهم خالية من اى فرص للنجاح وربما لا يتذكر قارىء المقال ولا حتى كاتبه اسماء هؤلاء المرشحين
ثانى ملمح لهذا الصراع هو انتصار معيار العصبية فى ترشيحات الناخبين او حتى فى توزيع اسهم نجاح كل مرشح وهذا الملمح ليس بجديد على المشهد الانتخابى فى طما فلطالما كانت العصبيات هى المؤشر القوى على الفوز والهزيمة بعيدا عن اى معايير اخرى
كان خروج الناخبين فى الجولة الاولى بدافع تغيير الوجوه القديمة هو المشهد الذى لا يستطيع اغفاله اى متابع فضلا عن انكاره ولما جاءت مرحلة الحسم كان المشهد اكثر هدوءا وارتياحا فلم يحمل اى مفاجأت
فى جولة الحسم ظهرت صورة اخرى لسقوط نجم الحرس القديم للحزب الوطنى وصعود قمر الحرس الجديد فى مشهد يعكس تنامى قوة الحرس الجديد المدعم من لجنة الساسات وامين التنظيم مع عدم اغفال نقطة جوهرية وهى تغليب مصلحة الحزب فوق كل اعتبار لهذا الصراع بين الحرس القديم والحرس الجديد ايا كان الرابح
وللمرة الثانية لم تفلح ظاهرة شراء الاصوات فى تحديد الفائزين والقصد فى ذلك ان الناجحين لم يعتمدوا بشكل اساسى على شراء الاصوات لأن العصبيات اقوى بكثير من نفوذ المال
انتهى الصراع ليفرز لنا وجهين لعملة واحدة على الصعيد السياسى ممثلين لسياسات الحزب الوطنى فى مجلس الحزب الوطنى اسف فى مجلس الشعب ولكن فى النهاية نأمل ان يكونا صورة مشرفة لطما بعيدا عن اى انتماءات والا يخرج الناس فى الجولة القادمة لتغييرهما
كما حدث فى الجولات السابقه
فى النهاية هذه ابرز ملامح شاهدتها لهذا المسلسل فهى قراءة خالية من اى تعصب لمرشح دون مرشح اخر وسأسعد اذا اضفتم لها ملامح اخرى لم اشاهدها